من منا لا يحب الإستفادة من شبكات الإنترنت المجانية, سواء في المقهى, في الحديقة, في المطار أو أي مكان آخر. إستخدام الإنترنت المجاني يوفر علينا مادياً ويقلل من إستهلاك باقاتنا. لكن هنالك مخاطر أمنية عديدة لإستخدام الشبكات العامة. في هذه المقالة, سأشرح المخاطر الأكثر شيوعة وكيف يمكنك حماية نفسك عند الاتصال بالشبكات العامة.
مخاطر أمنية لإستخدام الشبكات العامة
يمكن لهكر أو لمسؤولي الشبكة القيام بعدة أفعال شريرة. القائمة التالية تسرد بعض هذه الأفعال, الأخطار الممكن التعرض إليها ليست محصورة عليها.
اعتراض وتخزين بيانات دخولك للمواقع
عند إتصالك بالشبكة, كل طلباتك على الشبكة تتجه إلى جهاز الموجه (المسؤول عن توجيه طلبك إلى الجهة المعنية). فماذا لو كان الهكر يستنشق ويتنصت على كل الطلبات المتجهة إلى الشبكة؟ ببساطة, سيستطيع قراءة طلباتك. ففي حالة كان طلبك هو الدخول على موقع التواصل الإجتماعي المفضل لديك, قل وداعاً لحسابك فقد أصبح بقبضة يدي الهكر. هذا النوع من الإختراق لا يكتفي على بيانات دخولك, فالهكر بإمكانه قراءة جميع طلباتك الغير مشفرة بوضوح تام.
بث فيروسات وأحصنة طروادة
في اللحظة التي تصبح فيها فرداً في العائلة الشبكية, جميع أفراد العائلة يمكنهم معرفة قدومك وانضمامك. ففرد خبيث في هذه العائلة, يمكنه التخاطب ومغازلة جهازك بإرسال كودات حب وهمية حتى يجد ثغرة في قلبه فيستولي عليه.
الكذب والخداع
كما شرحت سابقاً, جهاز الموجه مسؤول على إرسال طلبك إلى الجهة المعنية. لكن, لكن… ماذا لو كان فرداً من العائلة يعشق الكذب وفي كل مرة ترسل رسالة إلى جهة ما, يقوم هذا الفرد بإخبار الجهاز بأنه هو الجهة المعنية؟ سيقوم هذا الفرد المرواغ بإستلام طلباتك بدلا من الجهة المعنية. وبما أنك قمت بإرسال طلب لهذه الجهة, يجب عليها أن تستجيب لطلبك, فيرسل الهكر الرد عليها كأنه هو الجهة المعنية! يا للدناءة!
إصطيادك بطعم لذيذ
لنفرض أنك أردت زيارة موقع ما, كالفيس بوك على سبيل المثال. لنفرض أيضاً بأن هنالك مخادعاً يكذب و يمتحن شخصية الفيس بوك على الشبكة. فعند زيارتك للموقع, يستطيع هذا المخادع الرد على طلبك بصفحة مزورة تشبه صفحة دخول الفيس بوك. في حال وقوعك في الطعم وتصديق أن هذه الصفحة هي فعلاً صفحة دخول الفيس بوك, سيستولي المخادع على كل ما تقوم بإرساله وكتابته على الصفحة (أي بيانات دخولك).
تغير المحتوى والبيانات
مثل التصيد في الفقرة السابقة, يستطيع المخترق التغير والتلاعب بمحتوى الصفحات. فعند قراءتك لخبر ما على موقعك الاخباري المفضل, يمكنه تزييف الأخبار.
إمتحان شخصيتك
كبعض الأطفال, يذهب إلى أمه ويخبرها بأنك, أخيه الأكبر, لا تريد شراء شوكلاته له أو ملاعبته حتى لو لم تراه طوال اليوم, يمكن للمخترق بأن يمتحن شخصيتك وإرسال رسائل لأي شخص ما, داخل الشبكة أو خارجها. فماذا لو وقام هذا المخترق بإمتحان شخصيتك في تعطيل وإتلاف أشياء ثمينة على الإنترنت, من المسؤول؟ 🙄
الحماية أثناء استخدام الشبكة العامة
لحسن الحظ, حماية نفسك من هذه المخاطر سهل كأكل تشيز كيك. لكن, كالتشيز كيك, يجب عليك القيام بخطوات بسيطة كتحضيرها أو شراءها.
تأكد من زيارة مواقع تستخدم النقل الآمن (HTTPS)
عند تصفحك للإنترنت تأكد من إستخدام بروتوكول HTTPS حيث أن إستخدامه يقلل من المخاطر بشكل كبير. بعض المتصفحات يتيح لك خاصية إستخدام HTTPS دوماً, “Always use HTTPS”. أيضاً, هنالك إضافات للمتصفح تحث المتصفح على إستخدام البروتوكول ك “HTTPS Everywhere“. يمكنك تعديل الإضافة لمنع أي تصفح غير مشفر.
إستخدم شبكة خاصة افتراضية (VPN)
استخدام شبكات خاصة افتراضية مهم جداً لأسباب عديدة, منها حماية نفسك عند إستخدام شبكات عامة. لكن, لا أنصحك بإستخدام أي VPN مجاني وذلك لأن أغلب المزودون بالمجان يخزنون ويتجسسون على كل ما يتم نقله عن طريق شبكتهم بالإضافة إلى العبث بجميع طلباتك لحقن إعلاناتهم فيها. شخصياً, أستخدم Private Internet Access لسببين أساسيان, توفير الخدمة بسعر زهيد مع ضمان الخصوصية والحماية.
اقفل خاصية مشاركة الملفات
السماح بمشاركة الملفات في الشبكة المحلية يتيح لأي شخص في الشبكة بقراءة هذه الملفات وفي بعض الأحيان إضافة ملفاته الخاصة كالفايروسات. فتأكد بأن هذه الخاصية مقفلة عند إتصالك بأي شبكة عامة.
لا تستخدم الشبكات العامة
الوقاية خير من العلاج, ونوع من أنواع الوقاية من أضرار الشبكات العامة هو عدم إستخدامهم. أو بإمكانك إستخدامهم إن ألزم فقط مع توخي الحذر.
بالختام, احمي نفسك وانتبه على جميع تفاصيل خلال إستخدامك لأي شبكة عامة. دمتم دمتم سالمين.
* (تحتوي هذه المشاركة على روابط تابعة. يرجى قراءة الإفصاحات للمزيد من التفاصيل).
شارك المقالة