الحُرية لتكون أنت

خالد النجارعام Leave a Comment

قبل كم سنة, إنتقلت لفنلندا لأبدأ دراساتي العليا (ماستر). من وجهة نظري, فنلندا من أحسن الدول الي زرتها وشفتها بغض النظر عن الجو . بهالمقال ححكي عن سبب من الأسباب الي حببتني أكتر بفنلندا, الحُرّية. مش أي نوع من الحرية, لا حرية الرأي ولا حرية إختيار قراراتك ولا حتى حرية التصويت. موضعنا بحكي عن حريتك تكون كيف ما إنت بدون أي ضغوطات من المجتمع.

وأنا بدرس كورس لتعليم اللغة الفنلندية, كان في واحد كان عايش أغلب حياته بالسويد. فبما إنو فنلندا والسويد جيران وحبايب وهالشخص عاش بالسويد, وحده فنلندية معنا بالقروب سألته شو بحس الفرق بين فنلندا والسويد. حكى  إنه “بَحِس ماخد راحتي أكتر هون. مثلا, لو بطلع أمشي بالشارع حافي القدمين ما حد بيضل يطلع فِي”. بعد ما سمعت هالشي منه, صرت أنتبه أكتر للشي وأشوف شو الناس بتعمل بس يكون في شي غريب (بالنسبة الي كعربي عاش أغلب حياته بدول عربية). الي شفته إنه جد كُل الي بالشارع بكون خصهم بحالهم. هلأ ممكن إنه عينهم تضرب عليك متل ما ممكن تضرب عأي شي تاني حوليهم, بس ما بيطلعو كإستغراب أو تعجب ولا حتى بيتدخلو (بحكي أو فِعل) فيك!

مرة من المرات بالصيف كنت راكب القطار. عِنَيّ ما قدرت إلا إنها تنتبه لشخصين داخلين القطار ومعاهم بسكليتاتهم (درجاتهم الهوائية). الي لفت إنتباهي مش إلبسكليتات,  بس إنو الشخصين كانوا لابسين بس ملابس داخليه (عالأغلب مروحين من البحر)! فبديت أتخلس النظرات وأشوف إنطباع الناس الثانية الموجودة بالقطار… وكُل واحد كان بحالو!

فَكّرت إنه هالشي مثلا بس للأماكن العامة. إنه هالشخص غريب, ليش أتدخل فيه أو أتّطلع عليه من أساسه. لكني كنت غَلطان. كنت ماشي مرة بممر الجامعة وشفت طالب صابغ شعره, إديه مليانه تاتو (وشم), دنيه فيها حلوق كبيره, أظافره طوال نسبياً. منظر الشخص مش الشي الي فاجأني. الي فاجأني, إنه هالشخص ماكان طالب مثل ما توقعت… كان دُكتور! لمني عرفت هالشي, تأكدت إنه المجتمع الفنلندي بحب يعطي كل واحد حُصوصيته متل ما بحب يكونله خُصوصية, وإنه هالشي مش محصور على الأماكن العامة. إلك حُريتك تكون مثل ما بدك بأي مكان, حتى بالشغل!

هاي الأمثله خلتني أسرح بخيالي وأفكر بمجتمعنا العربي. تخيلت شخص عربي عامل ستايل بشعره الطويل, حالقه حلقه غريبه وصابغه أزرق عبنفسجي. هالشخص ذكي وعنده المهارات المطلوبة للشغل. هل منظره الخارجي والستايل الي هو حابه على حاله حيكون عائق عليه إنو يتوظف ولا لأ؟ ولو ماكان عائق, هل الشركة حتطلب من الشخص إنه يغير تسريحته علشان “سُمعة” أو “سياسة” أو “منظر الشركة” ولا حتخليه يكون كيف ما هو حابب؟

* (تحتوي هذه المشاركة على روابط تابعة. يرجى قراءة الإفصاحات للمزيد من التفاصيل).

شارك المقالة